ثلاثة أشهر أو أكثر: لو التأمت مقالاتها لأصبحت «مجرة» أو جسراً إلى مدينة فاضلة. وكنت واقفاً أتفرج وأسأل نفسى وأنا أحسد أصحاب هذه المقالات: هل تغير شىء؟ هل هناك أمل فى تغيير؟
الأيام يشبه بعضها بعضاً، والناس يلتئمون وينفجرون شظايا فى خبر واحد.. كل الكتابة هذه الأيام خبر واحد. تقرؤه من الوجه «توريثاً»، وتقلبه فتراه «تغييراً». الإخوان مختبئون بين سطور الوطنى. الجنازة وقفة احتجاجية حول «نعش فاضى»، والميت «فاتحة» كلام فى «قعدة عرب». رجال أعمال يأكلون مال النبى و«يحلون» بدولة أكلت أبناءها وتقيأتهم حبراً على ورق. قتلى طمع وإهمال وتفسخ أخلاقى واجتماعى وسياسى فى مقدمة خبر.. جملته الاعتراضية منتحرون هاربون من عار الفقر. كسوة من قماش متواضع حول جامع أو كنيسة، بينما متن الخبر «حرب لافتات» بسبب شائعة عن مسيحية أسلمت أو مسلمة تنصرت... ثلاثة أشهر والكتابة خبر واحد، ومع ذلك عدت.
كأننى كنت زعلاناً مع زوجتى وتدخل أولاد الحلال وضغطوا و«خلى عليك شوية» فتصالحنا، لأن بينى وبينها- الكتابة وليس زوجتى- «قراء». كانت نفسى مسدودة، وكانت الكتابة من جهتها «مغضبة»، مستعصية، لا تريد أن تعود إلى «حظيرتها» إلا بشرط واحد: أن «تتمنع» وتراوغ.. وهذا حقها، بينما «أحاول معها» حتى ينقطع نفسى.. وهذا واجبى. وقد حاولت.
مبدئياً.. كل الناس يفرحون بالعيد، وأنا أقول لنفسى دائماً: مرت سنة أخرى من العمر فماذا تحقق؟.. لا شىء. ضاقت الدنيا واتسع الهم وابتعد الأمل وأصبح عمرى ورائى. كل الفرص ضاعت أو ضيعتها بحجة أن كل عشرة كلاب مسعورة تتقاتل على فرصة واحدة، وأنا لا أعرف ولم أتعلم أصلاً كيف أزاحم أو أتسلل!. متى «أحسس» ومتى أستخدم أظافرى وأنيابى!. خدعونى بقولهم إننى طيب ومتعفف وعندى ضمير، وكلما فكرت أن أكون فاسداً أو شريراً لحنوها ونغموها: «فات المعاد». سقط أصدقاء كثيرون أكلت معهم فى طبق واحد ونمنا على سرير واحد وانغلقت بيوتهم على أسرارى. سقطوا سهواً أو عمداً، لكننى لم أعوضهم. ثم تبين لى أن الصداقة نفسها ماتت وتعفنت وانبثق من جيفتها كائن قبيح، مألوف، يسمونه «شللية»، يتقوت على كراهية نفسه، وتتبدل ملامحه بتبدل الهوى والمصلحة، ويقاوم الدخلاء بغموضه الذى يشبه عتمة القبر، وريحه التى تشبه «فساء الثعالب».
كل عام وأنا.. كما أنا. أقول لنفسى مبتسماً فى سخرية: ماذا تحقق بعد مرور سنة سوى أن سنة مرت من العمر؟ أندادى، وأقل منى سناً، وتلاميذ علمتهم ونفخت فيهم من روح الكتابة.. أصبحوا نجوماً. بعضهم يستحقها وأكثر، والباقون يشبهون عصرهم. هذا رئيس تحرير، وذاك مذيع، وثالث يكتب أفلاماً ومسلسلات، وأنا أهان فى فاتورة المحمول وبنزين العربية وقسط مدرسة البنت، فالحمد لله أولاً وآخراً لأن هناك محمولاً وعربية ومدرسة بنت. لكن النفس- كما تعرف- أمارة بالسوء، وأسوأ ما فيها أن يكتشف المرء فجأة أن كل الأشياء الجميلة، الأشياء التى تمناها عندما كان لوجودها قيمة، تأتى دائماً متأخرة!.
لا تصدق أن الحياة تبدأ بعد الخمسين أو الستين: إذا كنت قد بلغت هذه السن ولم تفعل شيئاً ذا قيمة لنفسك أو لغيرك.. فمتى تفعل؟ قل الحمد لله طائعاً إذن، راضياً بنصيبك وقسمتك، واقمع نفسك بـ«لا حيلة فى الرزق.. ولا شفاعة فى الموت». وقل الحمد لله مضطراً، واستعن على زهقك من الدنيا بـ«تمنى الموت». وإلى أن تأتى ساعتك: عش غنياً بفقرك، كثيراً بوحدتك، معذباً بيقظة الذهن والضمير.
الأيام يشبه بعضها بعضاً، والناس يلتئمون وينفجرون شظايا فى خبر واحد.. كل الكتابة هذه الأيام خبر واحد. تقرؤه من الوجه «توريثاً»، وتقلبه فتراه «تغييراً». الإخوان مختبئون بين سطور الوطنى. الجنازة وقفة احتجاجية حول «نعش فاضى»، والميت «فاتحة» كلام فى «قعدة عرب». رجال أعمال يأكلون مال النبى و«يحلون» بدولة أكلت أبناءها وتقيأتهم حبراً على ورق. قتلى طمع وإهمال وتفسخ أخلاقى واجتماعى وسياسى فى مقدمة خبر.. جملته الاعتراضية منتحرون هاربون من عار الفقر. كسوة من قماش متواضع حول جامع أو كنيسة، بينما متن الخبر «حرب لافتات» بسبب شائعة عن مسيحية أسلمت أو مسلمة تنصرت... ثلاثة أشهر والكتابة خبر واحد، ومع ذلك عدت.
كأننى كنت زعلاناً مع زوجتى وتدخل أولاد الحلال وضغطوا و«خلى عليك شوية» فتصالحنا، لأن بينى وبينها- الكتابة وليس زوجتى- «قراء». كانت نفسى مسدودة، وكانت الكتابة من جهتها «مغضبة»، مستعصية، لا تريد أن تعود إلى «حظيرتها» إلا بشرط واحد: أن «تتمنع» وتراوغ.. وهذا حقها، بينما «أحاول معها» حتى ينقطع نفسى.. وهذا واجبى. وقد حاولت.
مبدئياً.. كل الناس يفرحون بالعيد، وأنا أقول لنفسى دائماً: مرت سنة أخرى من العمر فماذا تحقق؟.. لا شىء. ضاقت الدنيا واتسع الهم وابتعد الأمل وأصبح عمرى ورائى. كل الفرص ضاعت أو ضيعتها بحجة أن كل عشرة كلاب مسعورة تتقاتل على فرصة واحدة، وأنا لا أعرف ولم أتعلم أصلاً كيف أزاحم أو أتسلل!. متى «أحسس» ومتى أستخدم أظافرى وأنيابى!. خدعونى بقولهم إننى طيب ومتعفف وعندى ضمير، وكلما فكرت أن أكون فاسداً أو شريراً لحنوها ونغموها: «فات المعاد». سقط أصدقاء كثيرون أكلت معهم فى طبق واحد ونمنا على سرير واحد وانغلقت بيوتهم على أسرارى. سقطوا سهواً أو عمداً، لكننى لم أعوضهم. ثم تبين لى أن الصداقة نفسها ماتت وتعفنت وانبثق من جيفتها كائن قبيح، مألوف، يسمونه «شللية»، يتقوت على كراهية نفسه، وتتبدل ملامحه بتبدل الهوى والمصلحة، ويقاوم الدخلاء بغموضه الذى يشبه عتمة القبر، وريحه التى تشبه «فساء الثعالب».
كل عام وأنا.. كما أنا. أقول لنفسى مبتسماً فى سخرية: ماذا تحقق بعد مرور سنة سوى أن سنة مرت من العمر؟ أندادى، وأقل منى سناً، وتلاميذ علمتهم ونفخت فيهم من روح الكتابة.. أصبحوا نجوماً. بعضهم يستحقها وأكثر، والباقون يشبهون عصرهم. هذا رئيس تحرير، وذاك مذيع، وثالث يكتب أفلاماً ومسلسلات، وأنا أهان فى فاتورة المحمول وبنزين العربية وقسط مدرسة البنت، فالحمد لله أولاً وآخراً لأن هناك محمولاً وعربية ومدرسة بنت. لكن النفس- كما تعرف- أمارة بالسوء، وأسوأ ما فيها أن يكتشف المرء فجأة أن كل الأشياء الجميلة، الأشياء التى تمناها عندما كان لوجودها قيمة، تأتى دائماً متأخرة!.
لا تصدق أن الحياة تبدأ بعد الخمسين أو الستين: إذا كنت قد بلغت هذه السن ولم تفعل شيئاً ذا قيمة لنفسك أو لغيرك.. فمتى تفعل؟ قل الحمد لله طائعاً إذن، راضياً بنصيبك وقسمتك، واقمع نفسك بـ«لا حيلة فى الرزق.. ولا شفاعة فى الموت». وقل الحمد لله مضطراً، واستعن على زهقك من الدنيا بـ«تمنى الموت». وإلى أن تأتى ساعتك: عش غنياً بفقرك، كثيراً بوحدتك، معذباً بيقظة الذهن والضمير.
الخميس فبراير 24, 2011 3:50 am من طرف ehabelkholly
» الاتحاد الاوربى لكرة القدم
الخميس فبراير 24, 2011 3:50 am من طرف ehabelkholly
» اولمبيك مارسليا
الخميس فبراير 24, 2011 3:49 am من طرف ehabelkholly
» تواريخ وارقام ريال مدريد
الخميس فبراير 24, 2011 3:49 am من طرف ehabelkholly
» حلم المدرب العبقرى مورينيو
الخميس فبراير 24, 2011 3:48 am من طرف ehabelkholly
» تونس وامم افريقيا 2012
الخميس فبراير 24, 2011 3:47 am من طرف ehabelkholly
» ليونيل ميسى يقود فريقة لفوز صعب
الخميس فبراير 24, 2011 3:47 am من طرف ehabelkholly
» شهداء 25 يناير
الخميس فبراير 24, 2011 3:46 am من طرف ehabelkholly
» جنون اسعار النفت
الخميس فبراير 24, 2011 3:45 am من طرف ehabelkholly